الثلاثاء، 27 أبريل 2010

صفحة جديدة في مسيرة ديكو

صفحة جديدة في مسيرة ديكو

 

عادة ما تخبئ قرعة كأس العالم FIFA بعض المفاجآت، ويعيش المشاركون فيها لحظات ترقب وانتظار لا مثيل لها. إذ ينتظر الأنصار والمشجعون على أحر من الجمر لحظة الكشف عن أسماء خصوم منتخباتهم في دور المجموعات، ويمنون النفس بمواجهات من العيار الثقيل.
وعاش متتبعو قرعة كأس العالم جنوب إفريقيا FIFA 2010، التي جرت مراسمها شهر ديسمبر/كانون الأول المنصرم في مدينة كايب تاون، لحظات ترقب وتوجس مماثلة قبيل الإعلان عن أسماء منتخبات المجموعة السابعة. إذ لن تضطر كتيبة البرازيل، التي يرشحها البعض للفوز باللقب، لملاقاة منتخبي كوت ديفوار وكوريا الشمالية فقط، بل يتعين عليها مواجهة منتخب البرتغال أيضاً، وهو للإشارة خصم تاريخي للسيليساو وبلد تجمعه علاقات وطيدة بالبرازيل. وقد كثر الحديث بعد هذه القرعة عن تاريخ المباريات بين المنتخبين وعن اللاعبين ذوي الأصل البرازيلي والمدافعين حاليا عن ألوان البرتغال. 
بيد أن هذا النوع من القصص لا يشكل أمراً غريباً على أندرسون لويس دا سوزا، الملقب بديكو. إذ ارتبطت أزهى أيامه الكروية بالنزالات الحامية بين البرازيل والبرتغال. فقد ولد هذا اللاعب في مدينة ساو بيرناندو دي كامبو في البرازيل، والتحق سنة 1997 بالدوري البرتغالي، وعمره لا يتجاوز 20 عاماً، حيث مكث هناك إلى حدود سنة 2004. ولفت أداء ديكو المدير الفني للبرتغال، البرازيلي لويس فليبي سكولاري، ووجه له دعوة الإلتحاق بالكتيبة البرتغالية وسط موجهة من الأقاويل شهر مارس/آذار 2003. ثم خاض أول مبارياته بألوان البرتغال ضد المنتخب البرازيلي بالذات، وسجل بعد دخوله في ذلك النزال هدف الإنتصار 2-1 على السيليساو في مدينة بورتو.
بعد هذه البداية الموفقة، دخل ديكو أساسياً في المواجهة بين الطرفين شهر فبراير/شباط 2007، وساهم في الإطاحة لأول مرة بالكتيبة البرازيلية تحت إشراف دونجا 2-0 في مدينة لندن. ثم شارك بعد ذلك في الهزيمة النكراء أمام السيليساو 6-2 شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2008. لذلك يعتبر ديكو أنسب اللاعبين للحديث عن المباراة المرتقبة ضمن المجموعة السابعة والتي ستقام في 25 يونيو/حزيران بمدينة ديربان.
وقد التقى موقع FIFA.com مع لاعب وسط تشيلسي، وتحدث معه عن الموقعة المرتقبة وعن آمال وطموحات المنتخب البرتغالي في جنوب أفريقيا 2010 بعد أن أحرز المركز الرابع في نهائيات كأس العالم ألمانيا FIFA 2006.
ديكو، أنت أحد اللاعبين الذي شاركوا في مباراة المربع الذهبي قبل أربع سنوات، ما هي أهم الذكريات التي تحتفظ بها عن تلك المسابقة؟كأس العالم أمر فريد ومختلف. إنها أكبر المنافسات التي يخوضها اللاعب مع منتخبه الوطني، ولا وجود لشيء مماثل. لقد خضت بعض المباريات الجيدة في تلك الدورة، لكن المنافسة كانت صعبة بعض الشيء. إذ تعرضت لإصابة عند بداية النهائيات، ولم أستطع استرجاع مؤهلاتي كاملة بعد ذلك. كان عطائي سيكون أفضل لولا تلك الإصابة. رغم ذلك كانت مسيرة منتخبنا في كأس العالم رائعة. كان أداؤنا جيداً في مباراة المربع الذهبي رغم الهزيمة أمام فرنسا. إذ استطاعوا تسجيل الهدف قبلنا، وهو ما أضاع علينا إمكانية التأهل لللنهائي. لقد كانت على العموم بطولة كأس عالم ممتازة.
ما هي أهم نقاط الاختلاف بين الفريق الذي شارك في دورة ألمانيا وذلك الذي سيكون حاضراً في جنوب إفريقيا، من حيث التركيبة البشرية وبالنظر إلى تغيير المدير الفني لويس فيليبي سكولاري بكارلوس كيروش؟لقد رحل العديد من اللاعبين الذين شاركوا في ألمانيا عن المجموعة، لذلك سيخوض العديد من لاعبينا مسابقة من حجم كأس العالم للمرة الأولى. أعتقد أن لدينا المؤهلات ذاتها، رغم أننا لا نمتلك تجربة كتيبة 2006. وينطبق هذا الأمر على المدرب أيضاً، حيث سبق لفيليبي الفوز بكأس العالم مع البرازيل، وقاد المنتخب البرتغالي خلال كأس أوروبا لسنة 2004، بينما سيدخل كيروش منافسة من هذا الحجم للمرة الأولى على رأس الفريق. لكنه مدرب ممتاز، ولديه مجموعة من اللاعبين الجيدين، لذلك أعتقد أننا قادرون على النجاح في هذه الدورة.
هل ترشح إذن البرتغال للمنافسة على اللقب؟لا، المنتخبات المرشحة هي المنتخبات ذات التاريخ العريق في هذه المسابقة. لا تمتلك البرتغال تاريخاً عريقاً في مسابقة كأس العالم، ولم تفز قط بهذه المسابقة في السابق. لذلك لا يمكن ذكر اسمها بين المرشحين. لكننا نمتلك مجموعة ذات مؤهلات كبيرة، بلاعبين من العيار الثقيل، ويمكننا بلوغ مباراة النهائي أو السير أبعد من ذلك. لكن لا مجال للقول أننا مرشحون.
رغم المواهب الكثيرة التي أنجبها المنتخب البرتغالي، ما زال لم يستطع الفوز بالألقاب، ما الذي ينقصه؟يجب التذكير بداية أن الفوز بكأس العالم ليس أمراً سهلاً، وما عدد المنتخبات المحدود التي نالته إلا دليل على ذلك. لم تتمكن فرق كبيرة من التتويج في كأس العالم، بسبب أمور وتفاصيل دقيقة وصغيرة، كما أن الحظ والتوفيق أمران حاسمان أيضاً. من الصعب تفسير هذا الأمر، لكن الفوز بكأس العالم أمر صعب للغاية.
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الدور الكبير للاعب كريستيانو رونالدو، سواء مع ريال مدريد أو مع الكتيبة البرتغالية، كما يدعي البعض أن نتائج الفريقين مرتبطة ورهينة بأدائه. هل هذا صحيح؟لقد انتصرنا في العديد من المناسبات دون كريستيانو رونالدو، كما فزنا مرات عديدة بفضل حضوره معنا. لا مكان اليوم للحديث عن ارتباط نتائج مجموعة بلاعب واحد. لقد استطاع مانشستر يونايتد التألق بعد رحيل رونالدو، وفاز ريال مدريد بمباريات دونه، وحقق المنتخب البرتغالي نتائج مماثلة. صحيح أننا بحاجة للاعبين الكبار، هذا أمر لا نقاش فيه، لكن أداء المنتخب البرتغالي لا يقتصر عليه فقط، وهذا أمر صحيح بالنسبة للأندية التي يلعب فيها أيضاً. رغم ذلك نحن في حاجة إليه، إنه أحد أفضل اللاعبين في العالم، لكن لا مجال للحديث عن ارتباط النتائج به.
كثر الحديث بمناسبة المواجهة بين البرازيل والبرتغال عن قصص اللاعبين ذوي الأصل البرازيلي والحاملين للجنسية البرتغالية. لقد استمعت سابقاً لهذه الأقاويل، كما خضت في مسيرتك ثلاث مباريات ضد السيليساو. هل ستساعدك هذه التجربة خلال الدورة القادمة؟إنها تجربة مهمة دون أدنى شك، لكن المباريات الودية مختلفة تماماً عن مباراة في نهائيات كأس العالم. كما أن مروري بهذه التجربة وخوضي لمباريات ضد السيليساو أمر مفيد على الرغم من الفرق الكبير بين المباريات. لكن لمباريات كأس العالم طبيعتها الخاصة. لست مستاء على أي حال لأمر هذا النزال، بل على العكس من ذلك تماماً. أنا برازيلي الأصل، وأحمل جنسية البلد الذي أعيش فيه والذي منحني كل شيء. ستكون الموقعة في نهاية المطاف مباراة كبيرة في كرة القدم، ولا شيء آخر سوى ذلك. لكني أعتقد أن أول ما يجب التفكير فيه هو الفوز في المباراة الأولى. فإذا تمكنا من الإنتصار في الموقعة الأولى على كوت ديفوار، ستكون حظوظنا في التأهل كبيرة. وسيكون من الصعب على الفريق المنهزم في هذه المباراة التأهل إلى الأدوار التالية.
ستكون مباراة المنتخب البرتغالي الأولى صعبة أمام كوت ديفوار، ثم سيختم مشواره في الدور الأول بمواجهة منتخب البرازيل، صاحب المركز الثاني في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola، علماً أن أحد المتأهلين عن المجموعة السابعة قد يلاقي المنتخب الأسباني، متصدر التصنيف الدولي. هل أنتم قلقون من احتمال خوضكم لمباريات بهذا الحجم في ظرف زمني قصير؟لا مشكلة لنا مع أي خصم مهما كان. إذا اضطررننا لمواجهة فريق ما، سنقوم بذلك. إذا ذهبت لكأس العالم وأنت تفكر في من تريد ملاقاته من الفرق، لاختيار الخصم، فمن الأحسن البقاء في بلدك.
هل تفكر في العودة مستقبلاً إلى البرازيل؟ أم أنك تفضل الرجوع إلى البرتغال؟
سأعود للعيش في البرازيل لأسباب شخصية، لأن لي أسرة هناك، ولأني قضيت أكثر من 13 عاماً في أوروبا. أمتلك منزلا في مدينة بورتو، وأحب البرتغال وهذه المدينة كثيراً، لكني ولدت في البرازيل، ولدي هناك أسرة ومشروع اجتماعي هو "مؤسسة ديكو"، في مدينة إيدياتومبا. أريد الرجوع، وهذا ما سيحدث بعد نهاية عقدي مع تشيلسي سنة 2011. أتمنى أن تكون الظروف ملائمة كي أساعد أحد الأندية البرازيلية، فأنا عائد للعب كرة القدم أيضاً.

 

 

0 التعليقات:

استمع الى الراديو الاكثر شعبيه راديو روتانا

مواضيع اذا اعجبتك

Related Posts with Thumbnails